Friday, September 16, 2011

دعسة فجائية

اليوم، يمكن حضراتكم مستغربين انو حضرتي مش عم بكتب الانجليزي كما عودت قرائي المحترمين من ابناء الفرنجة و"المتفرنجين" ،زي حضرتي، على حد تعبير بعض اللي مش عاجبهم انو جمهور قرائي هم كمشة اجانب وانا "انسيت يا احمد العربي والقارئ العربي المثقف" اللي طبعا ومع جل احترامي له و لشرفه المصون عيفني اسم ستي وهو بتفلسف بنسق غربي على كل مشاكل هالبلد والسياسات الصورية تبعتها: بس مش مشكلة على رأي اخوي وحبيب قلبي أبو احمد أبوعطوان بقلهم كلهم "حياكوا الله من ملفاكوا لملقاكوا".

نسيت احكي ليش انا اليوم كاتب بالعربي العامي ويا سيدي كمان بالفلسطيني العامي. السبب الاول هو انو انا زلمة بحب الجكر والسبب الثاني هو انه موضوعي لليوم ما بيتعبر عنه بلغة بليغة موزونة ومحكمة، ولا لغة منمقة مرصعة بالمصطلحات الخنفشارية، ولانه الصوت العامية الاوحد في هاظا الموظوع يعود للشريحة الاساسية والمركزية له وهي المغيبة كلياً عنه .. طبعا للي مش حدق وما فهم حضرة جنابي عم بحكي عن الشعب الفلسطيني المعتر وشبابه المزتزتين زي كروت الشدة بعد طوشة لعبة "تركس" على دوار المنارة واكيد ايضاً "استحقاق ايلول".

تخافوش ما حدا يسكر الصفحة صلوا ع النبي يا جماعة الخير، واذا ابوي عم بقرأ هالحكي بحب اقلك انو طول بالك مش راح اخرب بيتكم (انشاء الله) انا ما راح اغوص بتفاصيل كتيرة ولا راح اشل عرض حدا، انا عندي هالكلمتين اللي خانقين قلبي وبدي ازتهم واستكمل عملية الفرنجة الدماغية تبعتي (اللي ضحك لما قرأ فرنجة... عيب!!!).

اليوم كنت انا والحج والحجة بمدينة رام الله عم منمخمخ على شوية بوظة "بلدنا" وسبحان الله على سيرة "بلدنا" بجيلك شبين اسم الله عليهم والعين تحرسهم، عفوا قصدي تطرقهم، ماشيين مشية ابو عربك المتعارف عليها ولسانهم ما سلمت منه ولا انثى بالشارع، حتى ووحيات عيون الغوالي انو كان في بسة وطقسوا عليها. الشابان الشلبيان ناتعين كومة اعلام بيضاء ملفوفة وريحتهم طالعين من المطبعة تازة (او طازة) مفحفحة وبوزعوا هلأعلام وعلى البيعة ضحكات مقززة زي صباحم المنيل بألف نيلة (صباح الوطن المشرق). وصلوا عنا، فالحج قلهم "يا شباب هتولكم واحد!" فناولنا من الشباك هالعلم الابيض الملفوف وريحة مواد الطباعة يعني وصلت نخاعي الشوكي قد ما هي قوية. فرد الحج هالعلم القزم مع عصاي عشان يتعلق عالسيارات واذ العلم الابيض مكتوب عليه بخط عريض مفرغ أحرف "يو إن" اكتبها بالانجليزي؟ ولا بلاش بلاش ما بديش ولا حرف لاتيني اليوم مش بعازتهم. ورقم 194 بالاحمر بالزاوية اليمين اللي تحت و جمبها مكتوب "دولة فلسطين" وعلم فلسطين (الحقيقي) محطوط يا دوب واضح. صفن الوالد بالعلم وقال "نفسي مرة بحياتي اوقف قدام علم بلادي وأحييه من قلبي من غير ما أحس انه هاي التحية منقوصة". ورب الكعبة يا جماعة الخير محسوبكم خفوا عقلاته اللي ضايلين، اول مرة بسمع ابوي بحكي هالحكي وكأنه باص رام الله القدس الكبير اللي الكل بكرهه عبطني على سرعة ألف وواحد. انا قلبي "قبظ على نفسه" ما عرفت انزل "أسطح" كل واحد قدامي بالشارع والا كعادتي اسحب سيجارة وأدخن همومي. هادا زلمة عمره 50 سنة ،عفواً ابو فؤاد 49، بحكي هالحكي. سألته ليش منقوصة (لا تخافوش صاحيله و بعجبكم) قلي "يابا الوطن مش كامل، في ناس هون وفي ناس مش هون وفي ناس بحلفوا بترابه برة ومش عارفين شو عم بيصير بالوطن واحنا طول ما احنا هيك الوطن ناقص والتحية ناقصة والعلم قيمته ناقصة لانو في ناس قلبوه سلعة لمصالحهم الشخصية وتغذية جيوبهم".

قبل ما أكمل بحب أحكي لكل واحد حالياً عم بفكر مجرد تفكير مجرد انه يفتح بجوقه بحرف ويقلي "ما انتوا أهل القدس..." اني بدي ألعن سنسفيل ابو اليوم اللي فكر في مجرد تفكير انو يتفلسف بهالموضوع لانه يا روح إمك الوالد الله يخليلنا اياه مواليد القدس ولكنه عاش كل حياته في رام الله من طفولته ودرس بالفرندز واشتغل برام الله 18 سنة يعني عدم المؤاخذة يا حبيبنا الحج عنده صرماي صارلها بالضفة اكثر ما صارلك انت فيها. (مفهوم؟ بعتذر للمحترمين لكن الحرص واجب).

هلا شوي نحكي برواق، مين فيكم فاهم شو دينو ل"إستحقاق ايلول"؟ يعني والله انا بتابع وبقرأ هالجرايد اللي اذا بتدور منيح بين كل الإعلانات اللي فيها بتلاقيلك خبر "كوييس" بنقرأ، بس وحيات عيون جارتنا ما فهمت اشي من اللي بينحكى. قلت من الممكن اني غبي واحمق و "إبن قدس" يعني بالقلنداوي "سوسو"، فرحت لعند هالعتاعيت السياسيين وسألتهم عن استحقاق ايلول، طلعوا العتاعيت مش فاهمين وانا فاهم اكثر منهم، لا والله والبعض منهم مش فارقة عليه يعرف. طب والعرس اللي عم منشوفوه؟ ... بعرف كذاب، ما في عرس ولا همي صدق لولا هلعلام وكمشة ناس حطوا صورة البروفايل على فيسبوك دعماً لاستحقاق ايلول واستحوا على دمهم وشالوها بعدين وحطوا صورهم بتل ابيب وصورهم وهمة عم "يعطوها" ببيت أنيسة، كان ما حدا يمكن اتذكر حدا غير اذا انتا من جماعة اللي عاملين هالفلم الهندي. أيواااا عكيناااا، مش مشكلة، يا رب اتسامحني. المهز يا عبد المعز هون هو انه الشعب مش فاهم شو عم بيصير ولا اللي بدو يصير بإستحقاق ايلول ولا حتى شوي يعني استحقاق ايلول؟. بيني وبينكم وما تحكوا لحدا هااا، انا حتى حاسس انه الاسم طلعه مدير التسويق بشركة من شركات الوطن الشلبية وبقله "حياك الله".

قبل كم يوم بقرأ بصحيفة "صوت الشباب الفلسطيني" الصحيفة اللي كتبت فيها مراراً وتكراراُ وبنظرلها على إنها مثال في الصحافة الشابة الراقية والموضوعية والواعية واللي ما بتبوس طيـــ ... حدا ولا بتمسح جوخ، في قضية العدد كتبوا الشباب والصبايا مشكورين عن استحقاق ايلول، ولولا انو انا بعرف همة ومصداقية هدول الشباب والصبايا كان ساورني الشك لانه ما في ولا مقابلة مع مسؤول رفيع المستوى ولا حتى مسؤول "ثخين" المستوى عن الموضوع رغم انه الواحد يحكي دينه وضميره المسؤولين بالعادة ما بوفروا فرصة يستقبلوا فيها الصحفيين الشباب ويجاوبوهم على كل اسئلتهم واستفساراتهم (مش عم بتخوت ولا عم بتهبل، بحكي جد في هاي النقطة ومن تجربتي الشخصية)، والسبب؟ إنو جماعة الجريدة كل ما ينسقوا مع حدا من جماعة المستويات بقولولهم مشغولين باستحقاق ايلول، طب حدا يقلنا شو استحقاق ايلول؟ سلامتك ودق طرنيب بحكولهم حكي ع الماشي ممكن تسمعوا من ابن جيرانا اللي بشجع برشلونة وبقلك انه احسن لاعب عندهم هو كرستيانو رونالدو (قصة حقيقية). فما كان لي سوى أن أستنتج وعلى مضض (ربنا الله انو على مضض) انو قلة قليلة من المسؤولين فقط قادرين على تفسير رموز هذا اللغز اللي ولا حدا فاهم شو يقول عنه للشعب وانه الشعب اللي هو فلسطين وهو الارض والعرض بالوقت الحالي هو فعلياً ايضاً الأطرش بزفة عرس ايلول. للي مفكرني نايم على بوزي بقله اني بعرف انو الموضوع انكتب عنه وقرفوا جدي بقبره وهمة بعملولي إضافات لمجموعات على الفيسبوك عن "إستحقاق ايلول" و"المقعد الطائر" إلي فعلا أكد لدماغي المتواضع انه اللي سماه هو نفس مدير التسويق بنفس الشركة الشلبية الآنف ذكرها، ولكن ما لاقيت توضيح وافي عن الموضوع في كل اللي ذكرته ولكي نزيد الطين بلة، محسوبكم فهم الموضوع بس لما قرأ مقال في هآرتس تحدث بإسهاب وتفصيل وفصفصة عن الموضوع، يا شماتة أبلة ظاظا فيا ...

بالنهاية، ربما انا عبيط ورخم، بس اذا كل (لا بلاش) نص (لا بلاش) ربع (يا سيدي كمان بلاش) خمس الشعب الفلسطيني مش عارف راسه من إجريه بهالإستحقاق فمعناه انو في شيء غلط يا عمي. كل الإحترام والتقدير لكل من يعمل ليلاً نهاراً كرمال عيون فلسطين وأهلها وعلى نافوخي من فوق كل الشباب الطيبة بس فرصة فوق العارضة وتتحول إلى ضربة ركنية انو الشعب يفهم حيثيات شيء بهذا الحجم، واذا كمان في حدا عم بطقع اصبيعه بدو يتفلسف ويقلي انو الرئيس حكى انو احنا بس بدنا إعتراف ودعم للقضية ومش راح ننهي الإحتلال بالتوجه فبقله انو ماشي يا سيدي حياكوا الله انتوا التنين بس ليش الشعب ما فهم هادا الموضوع الا هاليومين، اذا اصلا فهمه لهلأ؟ وليش بدل ما انروح ننطسلنا بفيتو ع قفانا بعد ما فتينا هالمصاري وطبعنا هل أعلام وطيرنا الكراسي ... عفواً هاي من أمنياتي، قصدي طيرنا "الكرسي الطائر" ونلجأ لحركات تسويق القضية وكأنها علبة كوكا كولا زيرو وبدنا انروجها أكثر من بيبسي ماكس والي انا بس اعرف مين مدير هالتسويق اللي طلع بهالفلم لانو يعني المجتمع المدني خلع طواحينه وهو بيعمل حشد ومناصرة للقضية جوا البلد وبالخارج عشان الحكومة تركز على قصص السياسة "المعقدة" وهلا جايين بدنا نعمل مهرجان ترويجي؟ يا شماتة عمو بي بي فيااا... على سيرة الحشد والمناصرة فرصة في القائم الأيمن للحارس فيكتور فالديس ترتد ويستلمها الظهير المدريدي سيرجيو راموس انو الحكومة حشدت وناصرت هالشعب الغلبان قبل ما يهزوا كتافهم (او اشي غير كتافهم ...) ولا لحظة لحظة ... الحكومة ؟ولا منظمة التحرير؟ ... انا أخربش بلشت ... عن اذنكم شكله لازمني كمان مرة اقرأ مقال هآرتس، احنا صحيح على هالسيرة، مين مرجعية الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي؟؟ ولا بلاش والله بلاش هالحكي بس كرمال عيون ابو فؤاد وقلب ام فؤاد الحناين اللي ربوني ابوس تراب هالبلد وأموت باليوم خمسمية موتة وموتة زيهم ولا انهب قرش واحد طلع من دم رجل او امرأة فلسطينية كادحة عاملة مااا راح أعك وأناقش الموضوع. أبشر ابو فؤاد ... بكرا إعلان الدولة ... بس يا خووكم بدل ما اتكبوا الكرسي الطائر بعد ما تخلص هالهيصة حدا يبعتلي اياه مع شي عتال على المكتب وأنا بحاسبه وبكرمه لانه شكله مريح وانا بيني وبينكم انكسر ظهري من كرسي الواقع المخوزق اللي بقعد عليه (بلا قافية وبقافية) كل يوم. ودقي يا مزيكة ورقصني يا أيلول وسمعني أغنية "أودعك" وبهديها لكل الحبايب في جميع أقطار المعمورة وبسلم على خالتي إم حسن بالكويت بقلها "وصلتك تنكة الزيت وربطة الطابون؟" بتهون يا خالتي ام حسن .. بتهون أو بتهو فن!


بكرا إعلان الدولة - الفنان الفلسطيني باسل زايد و فرقة تراب الفلسطينية ايضاً