من يوم ما صرت طالب في جامعة بيرزيت –يعني من يوم الاثنين الماضي- وانا يا أخي مش زعلان بالمرة، بالعكس متحمس على هالجامعة الجميلة جداً من عدة نواحي. بس طبعاً بيرزيت امبين انها كمان جامعة "شلبية" بغض النظر عن كل التضحيات والي قدمتها الجامعة من طلاب وكادر تعليمي رائع وإدارات على مر السنين. يا اخي بيرزيت جد ضحت بالكثير (مش عم بتهبل فركزوا معي) والتضحية يا اخي كمان بتزكرني بعيد الاضحى واللي بتزكر الاضحى كمان لازم يتزكر عيد الفطر، وهون مربط الفرس ... إحنا شعب بشكل عام وجامعة بيرزيت خاصةً لعبتنا التضحية، بس صيامنا وافطارنا نص كم أو على رأي أبو رامي (جبريل الرجوب) "شورت".
كيف يعني؟ بقلك المثل الشعبي: "صام، صام، وافطر على بصلة" والمراد هون هو انه الواحد بتحمل عبيء الصبر والمصاعب ويفطر على القليل اللي ما بشبع وولا يسمن، ولربما هادا اللي صار في أحداث جامعة بيرزيت هالأسبوع حيث اختلطت المفاهيم على الكل وخاصة على شبابنا وصبايانا اللي ما قصروا بالمرة بالبرم الزايد والناقص على الجامعة وعلى الطلاب المعتصمين كمان.
على مدار أيام الإعتصام كنت متابع عن قرب الأحداث وشو عم بيصير فيها، وفي البداية كنت مستغرب من اللي صار، يعني ليش هيك الشباب عملوا؟ وليش دخلوا على الإدارة؟ بعدين فهمت الموضوع انو في مشاكل والإدارة مش عم تسمع فقلت ياسيدي الله ينصرهم، بعدين اسمعت شو هي المشاكل ... والله يا ريتني ما سمعتها ...
بداية وكالعادة اللي حابب من هلا يحكم على كلامي ويسلخني كومنت من قاع الدست اني مع الجامعة بقلوا "إقلب وجهك" واللي بدو يكمل قراءة ولكن في صميمه "مقرر" انو يسلخني كومنت من سطح الدست عشني بدي أحكي اللي عندي بقلوا " ...." وصلت الفكرة
.
أنا شخصياً مع انو اي انسان حابب يتعلم انو يتعلم وخصوصاً بالجامعة لأن الجامعة فعلياً هي تجربة حياتية اكثر مما هي اكاديمية، وبالطبع
في واقعنا الفلسطيني بتصير المصاري عائق كبير امام من يرغب بذلك ولا يقتدر وهون بيجي دور ... صححح الحكومة مشششش الجامعة بأنها تضع من ميزانية الدولة (طبعا هاي كلمة دولة هي شكلية بس عشان انقرب الفكرة) مخصصات محترمة للتعليم مش 4% .. يعني عيب يا ابو العبد وابو مازن رقم من خانة وحدة للتعليم، يا اخي اضحكوا علينا ب 10% ووحيات المفاوضات الإستكشافية انا مش زعلان، بس 4% لا لا لا، للي مش فاهم الفلم حاصلوا انه 4% من ميزانية "الدولة" هي للتعليم اللي طبعا بشمل المدارس الحكومية الإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات. بالعربي اذا انتا مفكر انو مصروفك بطل يكفي تشتري في دخان او معسل فالجامعات جد بهاي المخصصات بطلت تكفي تدفع لعمال النظافة على مدار السنة مش تفتحلك جامعة!! فما كان في داعي اذا المشاكل مالية انو الواحد يجي يجلد الجامعة، كان راح حسس على الحكومة وهذا اضعف الإيمان، بس مش مشكلة، بتهوفن، لانو انا واثق بأنو جامعة بيرزيت ما راح تقصر مع اي طالب محتاج لانو اصلا الجامعة كلها من طلاب لكادر تعليمي لإدارة كلهم من شريحة وحدة بهالمجتمع وبطريقة او ب"أخرة" حاسين وشايفين وعارفين. فالمعادلة النهائية هي انو مخصصات محترمة + تكافل اجتماعي = تعليم نوعي وجامعة شلبية، مخصصات فراطة الجيبة + الواحد مش عارف الحق على مين وبدو بس يتفشش = صيام مجروح وبصلة الواحد يفطر عليها
.
أما في موضوع المطالب الأخرى فالموضوع شائك، وكلمة الأخرى هنا تعني "الأكاديمية" اللي صراحة ما سمعت ولا واحد معتر والتعن ابو فاطسو وهو بيدرس ببيرزيت موافق عليها ... ولابد من وجود سبب. السبب واضح جداً، الأزمة صارلها من يوم الأربعاء وإحنا اسم الله علي وعليكم اليوم الأحد يعني خمس أيام من هدول الخمس أيام فقط طلعت المطالب "واضحة يوم السبت" بس الحلو في الموضوع شغلتين: 1) انو طلع اكثر من نسخة من المطالب على الإنترنت وكل لائحة مطالب تختلف بعض الشيء عن الأخرى ولكنها تتقاطع في بعض النقاط والعديد منها مشروعة في ظل الإعتصام والبعض منها مسخرة في أقسى أشكالها. 2) الناس عم بتحملنا جميلة انو كل الكتل الطلابية متحدة في الإعتصام .... مش ملاقي حكي مؤدب يرد على هالحكي، يمكن كمان شوي. الجامعة بداية كانت رافضة كل هالمطالب على حد تعبير الطلاب وانا عصبت عالجامعة لانو فكرت انها بدها تعمل فيها يا كاسر يا مكسور وهذا الحكي مش تمام بالمرة في ظل واقعنا اللي يا مكسور يا .. مكسور، بس خليني افرق هون بين الشباب المعتصمين جوا الجامعة اللي كل الإحترام لهم على جهودهم وصمودهم عشان غيرهم ما يحس بالظلم او ينقصه عن غيره في علمه وتعليمه، وبين الشباب والصبايا اللي كانوا شغالين من خارج اسوار الجامعة على الفيسبوك والتويتر نازلين سف بالجامعة وقراراتها التعسفية.
هادا في نكتة بقلك انو ما حدا بيسترجي يطب في البدو لانهم عملوا صاروخ اسمه "وين ما طاح، يطيح" وفي رواية اخرى "يطيّح" وهادا بالزبط اللي عملوا هدول الشباب والصبايا، طعة وقامت وكلهم من غير وعي او فهم نزلوا حكي طالع نازل او متزحلق على الجامعة من غير التأكد من الحقائق ومن غير وعي للمفاهيم او حتى يسمعوا للطرف الآخر .. أي وشرف الغوالي انو في كمشة مغردين على تويتر حسيت انو بيرزيت قتلت أهلهم قد ما كان كلامهم حاقد على الجامعة وبس طلع واحد معدول قال انو يا عمي الحق على الحكومة مش الجامعة انخرسوا وولا طلعلهم تغريدة واحدة .. وبس راح هالشب الفهمان رجعت حليمة لعادتها الأليمة ... بقول لواحد من هالشباب يا عمي انتا متأكد انو المطالب شرعية 100% بقلي طبعاااااا بقله شو بعرفك؟ احكيلي خليني اكون بالصورة بقلي "بكفي انو كل الكتل الطلابية متفقة ومجتمعة "... ييييااااااا سلللللااااااممممممممم اشي والله بيرفع الراس انا بقول انحمل حالنا جميلة اننا شعب مجتمع وغير منقسم والا القصد انو احنا الحال الطبيعي النا كشعب انكون منقسمين على الصعيد الداخلي وإذا اجتمعنا فهذا كافي يبرر اي شيء ويعطي مصداقية؟ لماذا تطير الطيور في السماء؟ فعلاً سؤال يراودني
!!
بشكل سريع حابب اعلق على بعض المطالب وبالأخص مطلب انو اللي بيرسب في المادة 3 مرات ما ينفصل ... انا بس قرأته رفعت التلفون لصحابي قلتلهم يلا نشتري طابعة ونستأجر بسطة على المنارة انبيع شهادات لانو خلص يعني شو بدك تقلب الجامعة تعليم إلزامي؟؟ اللي بيرسب ثلاث مرات خلص ترفيع تلقائي؟؟ ههه مسسسخرة بدكم الجامعة تقلب؟ اخخ يا قلبي انا، في ناس على عُشر علامة ما دخلت هندسة! ولا بدكم اتعيدوا مواد لابو موزة وببلاش كمان؟ اوبالتقسيط المريح؟! عجبي واه عجبي
!!
رئيس الجامعة دخل على مينى الإدارة قبل شوي وشكلوا الجماعة بدهم يحلوها، بس ليش يعني اليوم؟ لبش مش من قبل؟ انا بقلكم ليش، لانو يا جماعة الخير اليوم نزلت لائحة مطالب والله بتشرح القلب ما فيها مطالب فارطة وركيكة زي قبل وبالفعل كان ملموس حتى في صياغة المطالب انها جدية وواضحة وابترفع الراس، وبالفعل ردة الفعل المرجوة من ادارة الجامعة اتت في مكانها وبكل صراحة امتلا قلبي بالفرح بهالإنتصار لكن طعم الخسارة امتزج بطعم تبغ سيجارتي على لساني اللي من زمان بده يحكي على ال40% قصدي ال4% ال40% هدول للأمن اللي خانقنا قد ماهو صلب وواقعي وملموس على كل حاجز فلسطيني على طريق القدس او نابلس اذا سمعوا انو في واحد "اخضر" او "أحمر" او من "غير ثوبهم" ماشي بهالطريق وحابين يشربوا معه فنجان قهوة، اما أشكالي من جماعة المستقلين (حتى المستقلين صاروا جماعة ... يا ويلي منك يالشعب الفلسطيني ههه) فما النا غير الثقة بالميثاق الغليظ من ثقة وامل ورجاء بكل بني آدم لسا في بطيخة بين كتافه بهالبلد عشان يتطلع ابعد من ألوانه وعجقته وفزعته غير المبررة عشان في يوم من الأيام اذا الله أحياني اشوف ألوانا وحدة وثقتنا ما بتتزحزح بمؤسساتنا وبالأخص التعليمية اللي هي لازم تكون انعكاس للواقع لامغرق له .... الشباب عم تحتفل بالإنتصار وبقلك "خاااوووااااا انتصرنا وغصب عنهم" ... اخ يا قلبي اااااخخخخخخخخخ، صار لازمها سيجارة تنحرق لتطفي نار القلب ... تصبحون كما كنتم لا كما تمسون اليوم ... (لا المقال قلب جدي، طب دقي يا مزيكة وزغرتي يا عروسة بهالإنتصار) .....